كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



وقال: لست أبالي بالحبس ما هو ومنزلي إلا واحد ولا قتلا بالسيف إنما أخاف فتنة السوط.
فسمعه بعض أهل الحبس فقال: لا عليك يا أبا عبد الله فما هو إلا سوطان ثم لا تدري أين يقع الباقي فكأنه سري عنه.
قال: وحدثني من أثق به عن محمد بن إبراهيم بن مصعب وهو يومئذ صاحب شرطة المعتصم خلافة لأخيه إسحاق بن إبراهيم قال:
ما رأيت أحدا لم يداخل السلطان ولا خالط الملوك كان أثبت قلبا من أحمد يومئذ ما نحن في عينه إلا كأمثال الذباب.
وحدثني بعض أصحابنا عن أبي عبد الرحمن الشافعي (1) أو هو حدثني:
أنهم أنفذوه إلى أحمد في محبسه ليكلمه في معنى التقية فلعله يجيب.
قال: فصرت إليه أكلمه حتى إذا أكثرت وهو لا يجيبني.
ثم قال لي: ما قولك اليوم في سجدتي السهو؟
وإنما أرسلوه إلى أحمد للإلف الذي كان بينه وبين أحمد أيام لزومهم الشافعي.
فإن أبا عبد الرحمن كان يومئذ ممن يتقشف ويلبس الصوف وكان أحفظ أصحاب الشافعي للحديث من قبل أن يتبطن بمذاهبه المذمومة.
ثم لم يحدث أبو عبد الله بعد ما أنبأتك أنه حدثني في أول خلافة الواثق ثم قطعه إلى أن مات إلا ما كان في زمن المتوكل.
__________
= (2649) من طريق قيس بن أبي حازم عن خباب بن الارت قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد من دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه.
والله ليتمن هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ".
(1) هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس.. وهو ابن بنت الشافعي الامام رضي الله عنه وأمه زينب بنت الشافعي انظر ترجمته في " تهذيب الأسماء واللغات " للامام النووي برقم (557) وفي " طبقات الشافعية " 2 / 186.